في كتابه الأخير "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب" (توسنا، 2016)، يطرحُ الباحث المغربي الدكتور حسن أوريد إشكالية توظيف الدين في السياسة انطلاقاً من الحالة المغربية، محلّلاً مختلف أشكال هذا التوظيف في سياقها التاريخي، سواء من طرف الدولة أو الحركات المعارضة لها، وما تخفيه من ظواهر معقّدة، لعلّ أبرزها العلاقة الملتبسة مع الحداثة. يشير المؤلف في النسخة العربية للكتاب - إذ سبق أن أصدره باللغة الفرنسية قبل أن ينجز هذه الترجمة بنفسه - أن مقاربته استندت إلى تحليل موضوعي ودراسة لأطياف سياسية عدة، وانتهت إلى النتيجة نفسها التي طرحها سابقاً باحث حصيف هو أوليفيه روا في كتابه "إخفاق الإسلام السياسي"، الصادر سنة 1992، وهي أن توظيف الدين في السياسة يُفضي إلى مأزق، وهو ما أثبته تطوّر استعمال الدين من طرف الفاعلين السياسيين، بشكل علني أو مستتر، وما انتهى إليه من تناقضات، وعمليات توفيق وتسويات، تظهر كشكل من أشكال البراغماتية والواقعية، وقد يفضي هذا الخلط إلى العنف أو على الأقل إلى تبريره.